ورقة عمل حول الاهتمام بالتعليم الأكاديمي والتعليم الديني والأخلاقي في مجتمع قرية مهزة

تمهيد: يعد النهوض بالتعليم أمرا أساسيا للنهوض بأي مجتمع وتطويره. وانطلاقا من هذا، تهدف هذه الورقة إلى تقويم ووضع مقترحات للاهتمام بالتعليم الأكاديمي (دروس التقوية والإعداد للامتحانات)، والتعليم الديني والأخلاقي السلوكي وما يتعلق بذلك من إصلاح اجتماعي ومؤسسي في مجتمع قرية مهزة. وبالتالي فهي تحاول معالجة الأسئلة الآتية:

ما هو واقع التعليم بشقيه الأكاديمي والديني الأخلاقي؟

ما هي الإمكانيات الموجودة والمعوقات؟

ما هي الحاجات والمتطلبات؟

وما هي الخطة المقترحة للتحسين والتفعيل؟ (ما ذا نريد أن نفعل؟ وكيف؟)

 

أولا: التعليم الأكاديمي:

يعتبر النهوض بالتعليم الأكاديمي، للذكور والإناث، جانبا رئيسا من جوانب النهوض بمجتمع القرية، وكلما كان اهتمامنا بهذا الجانب كبيرا ومركزا كلما ساهمنا أفضل في تطور مجتمع القرية والأخذ به إلى الأمام. وهذه من الحقائق التي ينبغي لكل منا أن يؤمن بها، ويسعى جهد إمكانه في المساهمة في ترجمتها عمليا وتحويلها إلى واقع. ومن المهم الإشارة إلى أن دروس التقوية في مجتمع قريتنا هي ذكورية، وهذا خلل كبير ينبغي تداركه وإصلاحه.

 

واقع التعليم الأكاديمي:

مع أن واقع التعليم الأكاديمي في القرية هو دون مستوى الطموح، إلا أن الشكر والتقدير يجب أن يقدما موصولين للإخوة الذين شعروا بمسؤوليتهم تجاه مجتمعهم وبأهمية هذا الجانب (التعليم الأكاديمي)، وأخذوا على عاتقهم مسؤولية تنظيم دروس التقوية والإعداد للامتحانات في أكثر من مادة دراسية.

1- يركز التعليم الأكاديمي فعلا على المواد التي تبدو صعبة أو أكثر صعوبة للطلاب، وهي اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات.

2- على ما هو معلوم، دروس التقوية للإناث ليست موجودة، وهذا خلل كبير ينبغي تداركه وإصلاحه كما تقدم.

3- يضاف إلى ذلك، هناك دورات متخصصة في فن الكتابة، وتحديدا في فن كتابة المقال، أقيم منها لحد الآن دورتان، شارك في الأولى 11 متعلما ذكرا، ويشارك في الثانية 4 متعلمين ذكورا. والمأمول لهذه الدورات أن تبقى –بعون الله وتوفيقه- متواصلة انطلاقا من مبدأ الإيمان القوي بقيمة القلم ودوره الأساسي في نهوض مجتمعنا المحلي.

 

إمكانيات ومعوقات التعليم الأكاديمي:

الإمكانات من ناحية تطوع المدرسين محدودة، وتتمثل في وجود عدد قليل من المدرسين المتطوعين. ومن المعوقات:

1- قلة المدرسين المتطوعين.

2- إهمال الطالب المحتاج لدروس التقوية من قبله هو أو من قبل ولي أمره، أو من قبلهما معا. والأمر يحتاج هنا إلى توعية والدية من خلال الدعوة إلى لقاء أو من خلال ندوات.

3- محدودية الأماكن التي يمكن أن تتم فيها عملية التدريس.

 

الحاجات والمتطلبات:

1- التعرف على الكفاءات المحلية –من الجنسين- القادرة على المساهمة في التعليم الأكاديمي والمستعدة للمشاركة فيه.

2- الاستعانة بكفاءات تعليمية من خارج مجتمع القرية إذا دعت الحاجة، إن بصورة تطوعية أو مقابل أجرة مالية.

3- محاولة تدريب كفاءات تعليمية محلية –من الجنسين- للنهوض بالتعليم الأكاديمي في القرية.

 

الخطة المقترحة للنهوض بالتعليم الأكاديمي:

تعتمد هذه الخطة على ما يلي:

1- توحيد التعليم الأكاديمي بين المؤسسات المختلفة (مركز مهزة الثقافي، وجمعية مهزة الحسينية) لإحداث القوة والتركيز في هذا المجال.

2- تشكيل لجنة للتعليم الأكاديمي. وفي حال عدم تيسر لجنة واحدة من الجنسين تشكل لجنة نسوية للتعليم الأكاديمي للاهتمام بالطالبات.

3- إعداد قاعدة بيانات –في كل عام- بالطلبة والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، من الابتدائية إلى الثانوية. وتشتمل قاعدة البيانات على عنوان الاتصال بالطالب أو ولي أمره.

4- التعرف على الطلبة من مختلف المراحل –من الجنسين- والذين هم بحاجة إلى دروس تقوية في مواد معينة (عملية الحصر).

5- توفير عدد كافٍ من المدرسين المتطوعين. وفي حال عدم كفايتهم تتم الاستفادة من مدرسين مقابل أجرة من خارج القرية.

6- توفير أماكن كافية لدروس التعليم. (ما هي الأماكن التي يمكن الاستفادة منها في هذا السبيل؟) هنا تأتي الحاجة إلى وجود مبنى (مركز) يستوعب هذا النشاط. والمأمول أن يستوعب المضيف الذي يتم التفكير في إنشائه هذا النشاط وغيره من الأنشطة.

7- تشجيع التعليم الجامعي باعتباره أمرا يرتبط ارتباطا وثيقا بتطوير مجتمعنا المحلي تحديدا، وبتطوير مجتمعنا الكبير بشكل عام.

8- لقاءات حوارية حول التعليم الأكاديمي تجمع لجنة التعليم الأكاديمي بأولياء الأمور والطلبة.

 

ثانيا: التعليم الديني والأخلاقي

يعتبر التعليم الديني والأخلاقي الأساس في صناعة إنسان ذي سلوك حسنة وسيرة مستقيمة، وضمان من الانحراف إلى ما يناقضها. ومما يجب التأكيد عليه هو أن التعليم الديني والأخلاقي يجب أن يشمل الجنسين، بنين وبنات.

 

واقع التعليم الديني والأخلاقي:  

يمكن رصد واقع التعليم الديني والأخلاقي في مجتمع قربتنا ضمن الفعاليات التالية:

1- التربية الأسرية والاهتمام بهذا الجانب. وهي تتفاوت من أسرة إلى أخرى، وتعتمد على نوعية الوالدين.

1- إقامة الصلاة وصلاة الجماعة في المسجد.

2- تعليم قراءة القرآن الكريم للأطفال.

3- دروس تجويد القرآن الكريم.

4- مجالس الخطابة المعتادة والمناسباتية في الحسينيات.

5- الاحتفالات بمناسبات أهل البيت (ع).

6- مجالس الفاتحة.

8- مجالس القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، وإحياء ليلة القدر.

9- الدروس الفقهية التي كانت تقام.

10- مواكب العزاء ومسيراته.

7- التعليم من خلال اللقاء الشخصي. (وهو يعتمد على مبادرة الفرد ووعيه لأهمية هذا الجانب في التعليم الديني والأخلاقي).

8- استضافات مركز مهزة الثقافي في أيام الجمعة، وهي فعالية نخبوية نظرا لضيق المكان ومحدودية الحضور.

9- ما ينشر في المنتدى الإلكتروني للقرية من موضوعات تهتم بالجانب الديني الأخلاقي الاجتماعي.

 

إمكانيات ومعوقات التعليم الديني والأخلاقي:

تعتبر الأنشطة والممارسات السابقة هي إمكانات متوفرة في مجال التعليم الديني والأخلاقي في مجتمع القرية.

 أما عن المعوقات فمنها:

1- التقصير الأسري في هذا التعليم لأسباب منها: فقدان الوالدين الوعي الكافي في هذا المجال، لا أبالية الوالدين في هذا المجال.

2- التأثير المنفي لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات مثل الانترنت والقنوات الفضائية.

1- وجود نوع فاصلة اجتماعية بين قسم من المتدينين وبين مجموعات الشباب التي يغلب عليها التشكل ضمن ثلل يعبر عنها بالتعبير الشعبي بـ “الشلل”.

 

الحاجات والمتطلبات:

1- التعرف على الكفاءات المحلية –من الجنسين- القادرة على المساهمة في التعليم الديني والأخلاقي والمستعدة للمشاركة فيه.

2- الاستعانة بكفاءات تعليمية من خارج مجتمع القرية إذا دعت الحاجة.

3- محاولة تدريب كفاءات تعليمية محلية –من الجنسين- للنهوض بالتعليم الديني والأخلاقي.

 

الخطة المقترحة للنهوض بالتعليم الديني والأخلاقي:

ترمي هذه الخطة إلى ما يلي:

1- التفكير في إقامة ندوات رجالية ونسائية تنصب على دور الأسرة في التعليم الديني والأخلاقي.

1- تضمين دروس القرآن الكريم للأطفال معاني القرآن الكريم وتعاليم أخلاقية حسب مستوى إدراك الطفل.

2- ترتيب دروس فقهية حيوية، وغير نخبوية، للبنين وللبنات، تهتم بتعليم المسائل الفقهية مورد الابتلاء وذات الأهمية العملية.

3- ترتيب دروس حيوية، مستمرة، وغير نخبوية، للبنين وللبنات، تجمع بين التعليم الأخلاقي وتنمية المهارات الشخصية.

4- استقطاب مجموعات الشباب التي تفضل صرف وقتها في المخيمات والبسطات إلى دروس التعليم الديني والأخلاقي.

5- التفكير في أساليب جديدة لاستقطاب مجموعات الشباب المذكورة في النقطة السابقة.

 

إعداد: السيد رضا علوي السيد أحمد

18/3/2005م

زر الذهاب إلى الأعلى