كيف تجعل من ابنك مستخدماً جيداً للإنترنت؟

تعتبر شبكة المعلومات العالمية ( إنترنت ) من أبرز مميزات عالمنا اليوم المعتمدة على الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فلا أحد ينكر الموقع الذي تحتله هذه الشبكة لما فيها من كم هائل من المعلومات ولما تتيحه من خيارات وإمكانية الاتصال بين الأطراف إلكترونيا، مهما كانت المسافة بينهم بعيدة على رقعة هذه الكوكب. ولأهمية هذا الدور الذي تلعبه هذه الشبكة، فمن غير المفيد إدارة الظهر لمعطياتها وما تحتويه من منافع معلوماتية متنوعة ومتشعبة، بل هي مجال واسع للتنافس، ينبغي الاستفادة منه وتوظيفه واستثماره.

ولكنها في ذات الوقت وسيلة ذات حدين كالسكين، فهذه الأخيرة وإن كان لها حد واحد إلا أن هذا الحد إذا ما استخدم في قطع تفاحة من الكسب الحلال عد هذا التوظيف توظيفا حسنا وخيرا، وإن استخدم في إيذاء الآخرين والاعتداء عليهم عد توظيفا سيئا وشريرا. ومن مساوئ العولمة ومثالبها في عصرنا هذا أنها توظف الشبكة العالمية للمعلومات في هدم ثقافات الشعوب وأخلاقها وقيمها الاجتماعية وفرض ثقافات أجنبية تدوس القيم والأخلاق وتكرس أنماط الاستهلاك والتبعية الثقافية والتخريب الأخلاقي.

وأبناؤنا هم ليسوا بعيدين عن دائرة الاستفادة والتعرض لمعطيات وآثار الشبكة العالمية للمعلومات بخيرها وشرها، وحسنها وسيئها وجميلها وقبيحها، خصوصا ونحن نعيش في زمن تتسهل فيه وتتوسع إمكانية استعمال الحاسوب والشبكة يوما بعد يوم. ومن أجل جعل أبنائنا يحسنون توظيف هذه الشبكة ويستثمرونها إيجابيا في ما فيه فائدة ونفع لهم ولمجتمعهم، وبالصورة التي تجعلهم يتحصنون من أخطارها وتأثيراتها التدميرية على القيم والأخلاق والهوية الثقافية تأتي أهمية القواعد العشر الآتية:

القاعدة الاولى: تحاور مع ولدك ( ابنك أو بنتك ) حول استخدام الشبكة. ومن خلال هذا الحوار يمكنك الاطلاع على اتجاهاته والخلفية الثقافية التي هو عليها حول الشبكة، ثم يأتي بعد ذلك التوجيه والارشاد القائم على معرفة تلك الاتجاهات. ومن الخطأ الفادح ترك الاولاد أمام الشبكة من دون سابق توجيه. كما يفيد الحوار في إعطاء الخبرة للولد.

القاعدة الثانية: علم ابنك الاعتدال في وقت الاستفادة من الشبكة. والاعتدال في الاستخدام يحقق أمورا كثيرة منها: النأي عن الوقوع في الإدمان على الاستخدام وما قد يتسبب عنه من مشكلات صحية، جسدية ونفسية، وعدم الإضرار بالأولويات، والابتعاد عن تحول الحاسوب والشبكة إلى ملهاة.

القاعدة الثالثة: علم ابنك كيف ينتخب المادة الجيدة النافعة. وتعليمه هذه القاعدة وتعويده عليها كفيل بجعله يستشعر الهدفية من استخدام الشبكة، وقادرا على انتخاب ما يحتاج بصورة تبعده عن الضياع في الكم الهائل من المواقع والشبكات المحلية والإقليمية والدولية التي يتزايد عددها يوما بعد يوم. ومن هنا تأتي أهمية وجود المفضلة ( Favourites ) للاستخدام.

القاعدة الرابعة: علم ابنك استثمار الشبكة في المحافظة على الهوية الثقافية والأخلاق. فحيث أن الشبكة تنطوي على ما هو حسن، فالواجب تعليمه كيف يستثمر الحسن بما يعمق في نفسه ارتباطه بثقافته وأخلاقه.

القاعدة الخامسة: تابع ابنك وهو يستخدم الشبكة. وتفيد المتابعة في توفير نوع من الرقابة، وفي رفد الولد ومساعدته في تحقيق استخدام أفضل للشبكة، سواء على المستوى الفني أو على المستوى الثقافي والأخلاقي والمعلوماتي.

القاعدة السادسة: التحذير من الدخول إلى مواقع التدمير الأخلاقي. ويأتي في مقدمتها مواقع الإباحية والابتذال الجنسي، ويمكن الاستفادة من بعض البرامج التي تفيد في حجب مثل هذا المواقع.

القاعدة السابعة: علم ابنك كيفية البحث عن المعلومة. وهذه من الامكانات التي تتيحها الشبكة، حيث يمكن له أن يحصل على المادة التي يريد، وأن يتعرف على النظرات المختلفة حول الموضوع الواحد، ويتعلم كيف يربط بين النظرات المختلفة والخروج بنظرات جديدة. كذلك تفيد هذه القاعدة في جعله متعلما للبحث وغير معتمد على التلقين في كسب المعرفة.

القاعدة الثامنة: علم ابنك الاعتدال في الألعاب الالكترونية. وأهم ما في الاعتدال هنا – علاوة على الاعتدال في وقت اللعب – هو اختيار الألعاب الملائمة، والبعد عن استخدام الألعاب التي تشجع العنف والجنوح والجريمة وإساءة المعاملة.

القاعدة التاسعة: علم ابنك أن الشبكة وسيلة بناء لا أداة إلهاء. ومن خلال هذا التعليم وممارسة الولد له عمليا سيلاحظ الوالدين أن الشبكة يمكن أن تكون وسيلة بناء لولدهما من خلال الاستفادة مما هو حسن ومفيد فيها.

القاعدة العاشرة: وجه ابنك في كيفية الاتصال الالكتروني وآدابه. ومن جملة ما يشتمل عليه هذا التوجيه: رعاية الأخلاق والآداب، وترك الاتصالات المضيعة للوقت والتافهة أو التي لا داعي لها، واستخدام اللغة الجيدة اللائقة الرزينة، والابتعاد عما يمكن تسميته بالإيذاء الالكتروني من مثل اختراق أجهزة الآخرين والعبث بمحتوياتها أو تخريبها او إرسال الرسائل والفيروسات المزعجة، وما إلى ذلك.

بقلم: السيد رضا علوي السيد أحمد

22/8/2003م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى